ahmed

Wednesday, October 26, 2005

Nice article

I saw this article in Asharq Alawsat newspaper by Badria Albesher..it's really nice

خواطر شاب

كانت خواطره على غير عادة خواطرهم، فهو شاب ملتح، لكنه أنيق المظهر، خطابه أيضا أنيق مثله، برز بتميزه منذ شارك في برنامج «يلا شباب» الديني. وفي بعض مقابلاته رأيته وهو يحاول أن يقود محاوره لساحة بيضاء لا تقليد فيها ولا تبعية، تدين الشر مهما كان جنسه، وتحيي الخير مهما كان مرجعه، لكن محاوره يلتزم بالتقليد الايدلوجي الأعمى.

أحمد الشقيري لم يقلد أحدا في برنامجه «خواطر شاب»، إلا أنه لم يبتكر سوى بوعيه رؤية للإسلام الجميل. صورة لإسلام حاول معظم جيله من قبله أن يجعلوه دين المظهر وليس المخبر، فغلب صوتهم وصياحهم للتأكيد على أن المسلم هو فقط من أطلق اللحية وقصر الثوب، ونسوا أن الدين المعاملة.

أحمد الشقيري تناول في حلقة كاملة من برنامجه موضوع معاملة الخدم، سرد فيها كل الأحاديث النبوية التي تحث على الرفق والعدالة مع الخدم، نزل بالكاميرا للشارع، وأخذ آراء الشباب والشابات المحجبات في صورة جديدة للاعتزاز برأي المرأة كمواطنة ذات عقل ودين، واجه الناس بالأسئلة السهلة المعتادة، لكنها جديدة على وعينا مع الخدم: هل تعطي خادمتك يوم إجازة في الأسبوع؟.

النساء كن الأرق في تعاملهن، فأكدن على حق الخادمة، وهذا بشارة خير، الرجال أكدوا أن اعتمادهم الكلي على الخادمة لن يسمح لهم بإعطائها ساعة في النهار ولا يوم في الأسبوع. وعندما خاف أحمد الشقيري من أن يترك الناس لهواها وعواطفها الغائبة، أظهر صورة من العقود التي تبرمها مكاتب استقدام الخدم مع مكفوليهم والتي وقعوا عليها، ليوضح أن يوم إجازة حق قانوني للخدم وليس منة من أحد، فهل تمتثلون!.

خطاب أحمد الشقيري الشاب، هو الخطاب الديني المعاصر الذي نحتاجه اليوم فهو الخطاب الذي يؤصل الدين في حياتنا كقيم وسلوك ومعاملة، بما أكد عليه الأنبياء كلهم. فالدين المعاملة. والدين هو الأمانة والصدق والرحمة والعدل ومحاربة الفساد والرشوة والواسطة، وإماطة الأذى عن الطريق، وستر العورات، وحفظ الأعراض، ونبذ الغيبة والنميمة، ورفض شهادة الزور.

هل سمعتم خطابا جماهيرا تشغله هذه القيم أكثر مما يشغله المظهر؟!. للأسف ما نراه اليوم في معظم البرامج الدعوية الإصلاحية، هي برامج أيدلوجية الأهداف، تضع قيم المظهر فوق كل شيء، إن لم يكن كل شيء!.

فالبعض يقيم الدنيا ولا يقعدها لو ظهر ممثل بلحية يقوم بدور شرير، ويعتبر أن ذلك تعريض بأهل الصلاح، فأهم علامات الصلاح مجرد إطلاق اللحية، وينسى أن المجرمين واللصوص ومروجي المخدرات وعصابات المافيا، وحتى الصهاينة من اليهود، أيضا يطلقون لحاهم، وأن اللحية في مجتمعات كثيرة مثل مجتمعنا هي مظهر اجتماعي قبل أن تكون مظهرا أخلاقيا.

بل ان أكثر ما يثير الاستغراب في بعض المسابقات الدينية للطلبة، هو انشغالها بأسئلة من نوع: ما حكم مشاهدة الفضائيات؟ وما حكم سماع الموسيقى؟ وما حكم مشاهدة البرنامج التلفزيوني طاش ما طاش؟!.

10 Comments:

Post a Comment

<< Home